في ديسمبر من عام 2000، أعلن ليفربول عن تعاقده مع الكرواتي إيجور بيسكان، لاعب وسط دينامو زغرب، ليكمل مع الريدز النصف الثاني من موسم 2000-2001، والذي شهد تتويج الفريق بثلاثة ألقاب وتأهله إلى دوري أبطال أوروبا.

استمرت مسيرة بيسكان مع ليفربول نحو خمس سنوات، وفي عام 2005، وصل مشوار النجم الكرواتي السابق مع الريدز إلى نهايته بعدما لعب دورًا مهمًا في فوز الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا الخامس في تاريخه.

في السطور التالية، نعرض لكم نص الحوار الذي أجريناه هذا الأسبوع مع لاعبنا السابق والذي تم تعيينه مديرًا فنيًا لمنتخب كرواتيا تحت 21 عامًا مؤخرًا…

لقد مر 20 عامًا تقريبًا على انتقالك لليفربول...هلا حدثتنا عن ذكريات انضمامك للنادي؟

لقد كانت هناك مفاوضات مع أندية أخرى، ولم أكن أعلم أن ليفربول أحد تلك الأندية. كنت قد ذهبت إلى أمستردام لزيارة أياكس بدعوة من النادي، وكانت هناك بعض الأخبار عن اهتمامهم بضمي، ولكن ليفربول حسم الأمر في النهاية. كان ذلك هو العرض الأنسب بالنسبة لي ولدينامو زغرب، لذا اتخذت قراري بالموافقة. كنت أبلغ من العمر 22 عامًا ولم أكن أعرف حجم النادي الحقيقي، ففي ذلك الوقت اكتسبت أندية أخرى شهرة أكبر في وسائل الإعلام وما إلى ذلك.

لقد حجزت مكانًا لك في تشكيل الفريق فور انضمامك...كيف تأقلمت بهذه السرعة مع تلك الأجواء الجديدة؟

لقد كان الأمر صعبًا، ولكني كنت أشعر بحماس كبير للعب مع نجوم ليفربول وضد كبار الأندية واللاعبين في العالم، وهذا كان يجعلني أنسى أي شعور بالتعب أو الإرهاق. كان من المفترض أن أصل إلى إنجلترا في شهر يناير بعد انتهاء الموسم في كرواتيا في ديسمبر، ولكن نظرًا لتعرض بعض لاعبي ليفربول للإصابة، كان عليّ أن ألعب آخر مباراة لي مع دينامو زغرب في الثالث من ديسمبر ثم مباراة ليفربول ضد إيبسويتش بعدها بأسبوع فقط.

في البداية سارت الأمور بشكل جيد على الصعيدين البدني والذهني في المباريات الأربع أو الخمس الأولى، ثم بدأت أشعر بالتعب بعد ذلك نظرًا للفارق الكبير بين طبيعة الكرة الإنجليزية وما تعودت عليه في كرواتيا. أذكر أنني كنت أشعر ببعض الألم في ظهري أيضًا، ولذلك لم يكن ذلك الموسم هو الأفضل بالنسبة لي، ولكن الفريق حقق ثلاثة ألقاب، وكان هذا أمرًا رائعًا.

إلى أي مدى استمتعت بموسمك الأول في ليفربول؟

كان موسمًا رائعًا بالنسبة للجميع، ولكني استمتعت به أكثر لأنني جئت إلى ليفربول من دوري مختلف وكنت لاعبًا شابًا، لذلك كان اللعب في المباريات الكبيرة وفي تلك الأجواء الرائعة أمرًا مذهلًا. لم أكن أشارك في الكثير من المباريات، ولكن كان عليّ أن أحتفظ بالإيجابية وكان الفريق يحقق نجاحات كبيرة، وهذا أمر مهم ويساعدك في تجاوز أي فترة صعبة.

لقد كانت المواسم التالية أكثر صعوبة بالنسبة لك...هل كان هناك سبب لذلك؟

أعتقد أنني لم أكن اللاعب الأفضل في النهاية، واستغرق الأمر بعض الوقت لكي أتأقلم مع الفريق وأتكيف مع طريقة لعبه. لم يكن الأمر سهلًا ولم أكن أشارك في الكثير من المباريات. احتجت لتغيير بعض الأشياء، وعندما فعلت ذلك بالفعل كان عليّ أن أتحلى بالصبر. بعد ذلك، تحسن الوضع كثيرًا وأصبح الأمر أسهل بالنسبة لي.

كيف تغيرت الأوضاع بقدوم رافائيل بينيتيز؟...لقد شاركت في العديد من المباريات في تلك السنة…

عندما تحدث معي للمرة الأولى، سألني عن المركز المفضل بالنسبة لي، وأخبرته أنني أفضل اللعب كلاعب وسط دفاعي. كنت أشعر أن هذا هو المركز الذي يمكنني من خلاله تقديم أفضل ما لدي، وهذا ما حدث بالفعل. لقد كان موسم 2004-2005 استثنائيًا بالنسبة للفريق وبالنسبة لي أيضًا، وأعتقد أنني قدمت فيه أفضل مستوى لي.

هل حزنت لعدم مشاركتك في نهائي اسطنبول بعدما بدأت جميع المباريات الإقصائية؟

نعم، وهذا أمر طبيعي، ولكن المباراة كانت أكبر من أي شعور بالأنانية أو الرغبة في اللعب. كنت أريد أن يحقق الفريق الفوز بغض النظر عن مشاركتي في المباراة من عدمها، فنهائي دوري الأبطال يعد الحدث الأبرز في منافسات الأندية في العالم.

كيف كانت الاحتفالات باللقب والجولة التي قمتم بها بالحافلة في اليوم التالي؟

كان أمرًا جنونيًا! لا تسعني الكلمات لوصف شعورنا بعد صافرة النهاية، ولكن ما يزيد من روعة ذلك الإنجاز هو معاناتنا طوال الموسم وحقيقة أننا كنا على وشك الخروج من البطولة من دور المجموعات. في المراحل الإقصائية، قدمنا أداءً قويًا وكنا فريقًا لا يقهر. لا أستطيع أن أصف احتفالنا باللقب في الملعب وفي الفندق وخلال جولتنا في ليفربول؛ كان أمرًا مذهلًا ومؤثرًا للغاية.

هل تشتاق إلى ليفربول؟

نعم، بالطبع. لقد تعلمت العديد من الأمور في ليفربول وأدين للنادي بالكثير. إنه نادٍ عظيم ويقوم على مبادئ راسخة تظل محفورة في أذهان اللاعبين طوال حياتهم. أنا أعمل كمدرب الآن، وأحاول الاستفادة من خبرتي كلاعب في ليفربول ونقل تلك المبادئ للاعبين الذين يتدربون تحت إمرتي. سأظل ممتنًا لكل شيء مررت به في ليفربول وللنادي وللجماهير.

كيف يسير عملك كمدرب لمنتخب كرواتيا تحت 21 عامًا؟

لقد تم تعييني مؤخرًا، ولكن كل شيء متوقف الآن. كان من المفترض أن نواجه منتخب اسكتلندا قبل أسبوع، ولكننا سننتظر حتى تعود الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى. الأمور تسير على ما يرام، ولكن الأمر يختلف عن العمل في الأندية، فعندما تعمل مع أحد المنتخبات يكون لديك متسع من الوقت وتستطيع أن تقضي وقتًا أطول مع عائلتك وأن تشاهد عددًا أكبر من المباريات وما إلى ذلك. إنه تغيير جيد بالنسبة لي.

لقد حققت بداية جيدة في مجال التدريب...ما هي طموحاتك وماذا تريد أن تحقق في المستقبل؟

أحاول التعلم أكثر دائمًا لكي أصبح مدربًا أفضل. إنها وظيفة معقدة، ووحدها النتائج ستخبرني ما إذا كنت جيدًا كفاية. أعتقد أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي حتى الآن. أود أن أختبر قدراتي في مستويات مرتفعة، لذا سنرى ما يحمله المستقبل.