سيودع روبيرتو فيرمينو ليفربول هذا الصيف بعد أن سطر تاريخًا عريضًا مع الريدز على مدار ثمانية مواسم سحرية.

الدولي البرازيلي المحبوب داخل أنفيلد سيغادر النادي بعد انتهاء عقده وبعد فترة مثيرة مليئة بالأهداف والألقاب والاحتفالات التي لا تنسى.

غادر فيرمينو، ليفربول، بإحرازه 111 هدفًا، في إنجاز لم يحققه سوى 19 لاعبًا في تاريخ النادي، كما أحرز ستة ألقاب كبرى بما في ذلك دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز، بجانب أحد أعظم الأغاني التي نشدتها الجماهير للاعب على الإطلاق.

وقال جوردان هندرسون، قائد ليفربول "لا توجد نقطة مرجعية عندما يتعلق الأمر بالمقارنة مع بوبي. لم يكن هناك شخص مثله ولا أظن أنه سيكون هناك مرة أخرى".

"من الرائع أن تكون موهوبًا ولديك هذا القدر من المهارة وتعمل بهذه الجدية والذكاء، كما أن التواضع في كرة القدم الاحترافية لا يقل أهمية عن التواضع في الحياة. الطريقة التي يلعب بها بوبي ونكران الذات يجعله مميزًا للغاية."

تحية لروبيرتو فيرمينو

 

"أن يكون لديك هذا القدر من السحر ومازلت تضحي بنفسك من أجل فريقك، فهذا هو المعيار بالنسبة لأي شاب يريد أن يصبح مهاجمًا. بوبي لا يخشى التعبير عن قدراته والقيام بكل الحيل، ولكن في نفس الوقت يتأكد من أنه يفعل ذلك بشكل صحيح من خلال القيام بالأشياء غير المذهلة أيضًا."

"مكانته كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ ليفربول مضمونة."

تعاقد ليفربول مع فيرمينو في عام 2015 قادمًا من هوفنهايم، وبعد أربعة أعوام ونصف قضاها في البوندسليجا منذ انضمامه إلى ناديه الألماني قادمًا من بلده الأصلي، البرازيل.

ارتدى فيرمينو القميص رقم 11 في بداياته مع الريدز، وتزامنت بدايته في ميرسيسايد مع وصول يورغن كلوب لقيادة الفريق، وقد ازدهرت مسيرته كثيرًا بعدما استقر في مركز المهاجم الصريح.

وخلال موسمه الأول، سجل 11 هدفًا ووصل إلى نهائي كأس الرابطة والدوري الأوروبي، حيث أظهر المهاجم البرازيلي مع الفريق ككل لمحات عن التطور المرتقب، كما بدا واضحًا مقدار المهارة والطاقة اللا متناهية التي تمتع بها فيرمينو.

وفي موسمه الثاني، بدأ فيرمينو 34 مباراة عندما حقق ليفربول المركز الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز وعاد إلى دوري أبطال أوروبا، وكان للبرازيلي أهداف حاسمة مثل التي أحرزها في شباك ستوك سيتي ووست بروميتش.

موسم 2017-18 شهد انفجارًا لواحدة من أعظم القوائم في تاريخ ليفربول، بعدما انضم محمد صلاح لفيرمينو وساديو ماني في ثلاثي هجومي دفع النادي إلى القمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

كان هذا الموسم هو الأكثر غزارة تهديفية لفيرمينو الذي بات يرتدي القميص رقم 9، حيث أحرز 27 هدفًا، 11 منها في دوري الأبطال، خلال الموسم الذي بلغنا فيه النهائي أمام ريال مدريد، كما ساهم بـ16 تمريرة حاسمة.

واستمر العطاء في موسم 2018-19، وأحرز البرازيلي 16 هدفًا آخرين في الموسم الذي خسر فيه الريدز الدوري رغم تحقيق 97 نقطة، وحققت فيه كتيبة كلوب لقب دوري أبطال أوروبا في العاصمة الإسبانية مدريد.

في ظل وجود فيرمينو، تدفقت النجاحات أكثر وأكثر، فحقق ليفربول كأس السوبر الأوروبي ثم اللقب الأول لكأس العالم للأندية، وكان للبرازيلي دورًا هامًا في البطولة الأخيرة، بعدما أحرز هدفي الفوز في مباراتي نصف النهائي والنهائي بقطر.

وعُزز إرث فيرمينو بعدما ساهم بشكلٍ كبير في تحقيق ليفربول للقبه الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 30 عامًا، حيث ظهر في جميع المباريات الـ 38 وقدم أهدافًا حاسمة في كريستال بالاس وليستر سيتي وتوتنهام هوتسبير ولفرهامبتون، خلال الموسم التاريخي للنادي بتحقيق 99 نقطة في موسم واحد.

ورغم التعاقد مع ديوجو جوتا ولويس دياز وداروين نونيز، لم تتضاءل قيمة وأهمية صاحب القميص رقم 9 مع ليفربول، بل واصل العطاء وليس أدل على ذلك من مشاركته في أكثر من 100 مباراة خلال آخر ثلاثة مواسم.

بثنائيته خلال الفوز العريض 9-0 على بورنموث، انضم فيرمينو إلى نادي النخبة من الهدافين التاريخيين لليفربول، ليزامل هناك زميليه ساديو ماني ومحمد صلاح.

وأعلن فيرمينو عدم تجديد عقده وبحثه عن تحدٍ جديد خارج ليفربول خلال شهر مارس الماضي، وبعدها بأيام عاد لوضع بصمته خلال الفوز التاريخي على مانشستر يونايتد 7-0.

على الرغم من أن إصابة عضلية مفاجئة منعته من ست مباريات خلال الأشهر الأخيرة له مع الريدز، إلا أنه تلقى دعمًا جماهيريًا كبيرًا وهتافات متكررة أظهرت من خلالها الجماهير تقديرها الكبير له.

كان ذلك قبل وداعه الأخير في مايو، والذي قال قبله "سيكون الأمر صعبًا، خاصة أن أقول وداعًا للأشخاص الذين أعيش معهم كل يوم".

"والجماهير، سأفتقدهم كثيرًا، غنوا اسمي ورائي طوال هذه السنوات معًا، من أعماق قلبي، أشكر الله على محبتهم لي."

الشعور متبادل بلا شك.

بوبي فيرمينو، الأفضل في العالم.

يشكر الجميع في نادي ليفربول روبرتو لمساهماته في النادي طوال السنوات الثماني التي قضاها هنا ويتمنى له كل التوفيق في المستقبل.