بعقلية أشبه بعقلية الوحوش كما وصفها يورغن كلوب من قبل، تُوّج ليفربول باللقب السادس في تاريخه في دوري أبطال أوروبا في ليلة تاريخية جديدة في مدريد.

بعد 13 مباراة في مشوار أوروبي ملئ بالحكايات والليالي التاريخية، انتهى موسم ليفربول بتتويج أوروبي مستحق يُخلّد به اسمه في تاريخ دوري الأبطال.

"نريد أن نكتب تاريخنا بأنفسنا"...هكذا قال كلوب مرارًا وتكرارًا طوال 4 سنوات خسر فيها 3 مباريات نهائية وأنهى مشواره في الدوري الإنجليزي في مركز الوصافة في مناسبة وحيدة.

ولكن الليلة أصبح الحلم حقيقة...لقد فعلها الوحوش!

1977، 1978، 1981، 1984، 2005، 2019...أبطال أوروبا!

بعد عدم نجاح ليفربول في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، شكلت بطولة دوري الأبطال الأمل الأخير للريدز في الخروج من الموسم بكأس يُضاف إلى تاريخ النادي العريق.

على مدار تاريخ البطولة، لطالما خطفت الكأس الأوروبية الأغلى قلوب المشجعين، وها هو الفريق الحالي يكرر الإنجاز الذي حدث في السبعينات والثمانينات ومطلع الألفية مع رافائيل بينيتيز. وكان بالإمكان رؤية ما تعنيه البطولة بالنسبة لجماهير الريدز في احتشادهم بالآلاف في ساحات مدريد قبل المباراة النهائية واحتفالاتهم الهائلة بعد رفع هندرسون لكأس البطولة.

في كل شبر في ليفربول...في الشوارع وفي المنازل...وفي كل مكان حول العالم، تابع الملايين من جماهير الريدز المباراة النهائية باهتمام وترقب شديد، بالإضافة للآلاف الذين تواجدوا في مدرجات ملعب ميتروبوليتانو وظلوا يهتفون للفريق طوال المباراة.

محمد صلاح يكتب اسمه في سجلات التاريخ بأحرف من ذهب!

بعد سنة و6 أيام من خروجه مصابًا من المباراة النهائية لنفس البطولة العام الماضي، نجح محمد صلاح في وضع ليفربول في المقدمة اليوم بعد مرور 108 ثانية فقط من بداية المباراة، ليكتب النجم المصري فصلًا جديدًا في مسيرته التي لا تعرف الاستسلام.

دائمًا ما تتسبب الأهداف المبكرة في جعل اللعب مفتوحًا بشكل أكبر، ولكن هذا لم يكن الحال اليوم. فتسديدة صلاح التي جاء منها الهدف الأول كانت واحدة من اثنتين فقط طوال 45 دقيقة، وهو الأمر الذي عكس صعوبة المباراة. بعد الهدف المبكر، استحوذ توتنهام على الكرة بنسبة فاقت الـ 65% وفي أكثر من مناسبة، كان على حارس ليفربول ودفاعه – الذين نجحوا في إقصاء برشلونة بقيادة ميسي من الدور نصف النهائي وقادوا ليفربول ليصبح الفريق الأكثر قوة دفاعيًا من بين كل فرق الدوري الإنجليزي – التصدي للعديد من الهجمات التي قام بها لاعبو الفريق اللندني.

بعد الاستراحة، تواصل ضغط توتنهام، وقام كلوب بإجراء تغييرين بدخول ميلنر وأوريغي، وسط هتافات جماهير الريدز المتعطشة للانتصار والتي تابعت الوقت المتبقي من عُمر المباراة بترقب شديد.

قبل المباراة، قال كلوب: "لقد تأثرت كثيرًا بما قدمه اللاعبون في أكثر من مناسبة ماضية...أتذكر جيدًا الأهداف الحاسمة التي أحرزوها والعودات التاريخية التي نجحنا في تحقيقها وما إلى ذلك. إنه أمر استثنائي ولا يحدث كثيرًا. فريقنا يتمتع بقدرات هائلة ولاعبونا نجحوا في مزج هذه القدرات بعقلية رائعة داخل الملعب، ولهذا وصفتهم بأنهم يتمتعون بعقلية أشبه بعقلية الوحوش".

في مباراة لم يكن فيها بديل عن الفوز للريدز، لم يلعب الفريق الكرة الجميلة التي تعود عليها وكانت السبب الأكبر في تأهله إلى النهائي في الأساس، وإنما استطاع تحقيق الفوز معتمدًا على عزيمة وتنظيم وإصرار اللاعبين. وربما كانت المشكلة التي واجهت اللاعبين اليوم هي أن لاعبو توتنهام بدورهم كانوا عازمين على تحقيق الفوز ورافضين للاستسلام.

في محاولات للعودة في النتيجة، ومن خلال استحواذ شبه كامل على الكرة، كان على أليسون القيام ببعض التصديات الممتازة من لوكاس مورا وسون وإريكسين قُرب النهاية ليحافظ على نظافة شباكه.

ثم حان الوقت للحظة تاريخية أخرى كان بطلها أوريغي!

بعد إحرازه لهدفين في مباراة إياب الدور نصف النهائي قاد بهما ليفربول للمباراة النهائية في معجزة لا تحدث كثيرًا، كان أوريغي على موعد مع كتابة التاريخ مرة أخرى بتسجيله الهدف الثاني الحاسم في فوز الريدز باللقب الليلة من كرة وصلت إليه داخل منطقة الجزاء وسددها بيسراه داخل شباك الحارس لوريس.

تم تأمين اللقب السادس لليفربول!